فى ظل الأزمة السياسية التى تعيشها مصر أرسلت كثير من الدول العربية و الغربية و الافريقية مبعوثين تحت مسميات مختلفة من استكشاف الوضع إلى تقييم الوضع إلى القيام بجهود الوساطة
و كانت الصدمة كبيرة أن جل هذه الوفود كان يدفع فى الاتجاه الذى يريده لا الاتجاه الذى يخرج مصر من ورطتها كما أن الموقف داخليا كان انتقائيا بشكل ملفت للنظر حيث رحبت النخب السياسية بالتصريحات التى تصب فى صالحها بينما اعتبرت التصريحات العكسية تدخلا فى شئون الدولة المصرية
و بعيدا عن وصف كل وفد للمشهد كما رآه أو كما يحب أن يصفه تبقى أشد التصريحات ألما هو تصريح جون ماكين الذى قال فيه "ان مصر أمامها أيام لتنزلق فى حمام دم كامل"
إن هذه الكلمة إن جاز أن تمر من فم قيادى فى الحزب الجمهورى الامريكى مرور الكرام فلا نظن أبدا أنها تمر على مصرى بل و لا عربى و مسلم هكذا دون أن ينزعج منها و يبادر إلى محاولة منع جريان ذلك الحمام الدموى
إننا ندعو جميع أصحاب المبادرات الداخلية الذين هدأوا فترة ليتيحوا الفرصة لاصحاب المبادرات الدولية أن ينشطوا و أن ينسقوا فيما بينهم و حبذا لو خرجوا بمبادرة واحدة
و فى هذا الصدد نرحب بدعوة شيخ الأزهر لأصحاب المبادرات للاجتماع معه
و يجب أن يدرك جميع أطراف الأزمة أن الحل هو المصالحة قال تعالى "و الصلح خير" فلا يلزم أن يتمسك كل أحد بما يراه الحق و لكن من الممكن بل من المطلوب أن يرضى ببعضه طلبا للصلح طالما (كان الأمر المتنازع عليه قابل للتنازل)
بالطبع فإن أحدا لا يجرؤ على الكلام فى الحقوق الخاصة من الأنفس أو الاموال او الدماء و لكن تبقى المواءمة السياسية فى الأمور العامة طلبا للمصلحة العامة و إلا فلن يستفيد من يؤيد هذا الفريق أو ذاك شيئا بتطبيق الحل الذى يراه دون أن تستقر البلاد و تتحرك عجلة الاقتصاد
فيا أهل مصر اسرعوا إلى صلح شامل متوازن و لا تنتظروا من الغير حلولا و لا تسبعدوا خطر حمام الدم الذى تحدث عنه من تحدث
نسأل الله أن يحفظ دمائنا و أن يأمننا فى أوطاننا