الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
الوقفة الأولى:
مع والدي ريان؛ أسأل الله أن يربط على قلبيكما وأن يفرغ عليكما صبرا ، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبروا واحتسبوا.
الوقفة الثانية:
وقفة شكر وتقدير للقيادة والحكومة المغربية لما بذلته من جهد لإنقاذ ريان، فقد أدت ما عليها ولكن قدر الله وما شاء فعل.
الوقفة الثالثة:
مع الشعوب العربية والإسلامية التى تآلفت قلوبهم وتوحدت مشاعرهم وسمت نفوسهم فوق القوميات والمسميات والعصبيات حيث تلاشت الحدود المصطنعة والفوارق المزعومة الوهمية وتجلى فيهم قول الله عز وجل: ﴿ وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ﴾؛ وقول النبى -صلى الله عليه وسلم- "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد.."، فلم يكن ريان أبنا للمغربى بل إبنا للمصرى والليبى والجزائري والسوري والسعودي والخليجى ولكل الشعوب العربية والإسلامية.
فقد اختفت الحدود المصطنعة التى رسمها أعداء هذه الأمة لتمزيقها وإضعافها ثم ابتلاعها، ثم تأتى الخطة الشيطانية والتى أطلقوا عليها "الفوضى الخلاقة" لتمزيق الممزق وتقسيم المقسم من أجل المزيد من السيطرة والهيمنة والتمكين للمشروع الصهيوني فى المنطقة، وللأسف فإن هناك من يساهم - بدراية أو عدم دراية- لإنجاح هذا المخطط.
الوقفة الرابعة:
إن تفاعل واهتمام الشعوب العربية والإسلامية مع مأساة الطفل ريان شيئ عظيم ؛ والأعظم منه أن يكون هذا الإهتمام والتفاعل مع كل طفل يتعرض لما تعرض له ريان فى فلسطين وسوريا والعراق وافغانستان وكل موطن يتعرض فيه اطفالنا للقهر والظلم والتعدى والبغى من قبل المجرمين الذين يمارسون أقسى صور الإرهاب ضد أطفال المسلمين، كما حدث من امريكا التي تولت كبر هذا الإرهاب في العراق وخلفت ما يزيد على مليون طفل فى العراق مصابين بتشوهات أو أورام نتيجة إستخدام قذائف اليورانيوم المخضب، وما حدث فى أفغانستان وما زال يحدث الآن فى فلسطين وغيرها سواء بالمباشرة أو الدعم المباشر.
فـ علي الشعوب العربية والإسلامية أن تعرف عدوها وما يخططه لها، وأن تعرف كذلك مصدر قوتها والتى تجلت إحدى ركائزها في موقفها من حادثة الطفل ريان .