كتبت الصحفية ميشيل جولدبرج MICHELLE GOLDBERG (حاصلة على جائزة بوليتزر مِن جامعة كولومبيا بنيويورك) مقال رأى بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في السادس مِن يناير عام 2022م بعنوان "هل نحن حقاً بصدد مواجهة حرب أهلية ثانية؟" .
ونقلتْ عن باربرا والتر BARBARA F. WALTER (أستاذة العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، وعضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، مؤلفة كتاب "كيف تندلع الحروب الأهلية؟وكيف يمكن أن نوقفها؟) أنها أجرت لقاءات مع العديد مِن الأشخاص الذين عانوا مِن الحروب الأهلية، وقالوا جميعاً: "إنهم لم يكونوا يتوقعوا حدوث ذلك". "وحتى عندما يكون الأمر واضحاً قبل ذلك بسنوات بالنسبة لشخص يقوم على دراستها".
وحذر فينتان أوتول FINTAN OTOOLE الصحفى الإيرلندى في عرضه لكتاب ستيفن ماركي " الحرب الأهلية القادمة - قراءات في المستقبل الأمريكى" في مجلة "ذى أتلانتيك" الأمريكية، مِن أن توقعات الحرب الأهلية يمكن أن تتحقق مِن تلقاء نفسها . واستشهد يالصراع الطويل الذى كان دائراً في إيرلندا بين البروتستانت والكاثوليك.
وخلص إلى "الإعتراف بالإحتمال الحقيقى بأن الولايات المتحدة يمكن أن تتصدع، ويمكن أن يتم ذلك بشكلٍ عنيف، ولكن دون تأطير هذا الإحتمال بإعتباره حتمياً".
وكتب جوشوا كيرتزر JOSHUA DAVID KERTZER (أستاذ الدراسات الدولية والحكومة، ومدير الدراسات العليا بجامعة هارفارد) إنه يعرف العديد مِن العلماء المتخصصين في الحرب الأهلية، وأن قلة قليلة منهم تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية على شفا حرب أهلية . ومع ذلك يعترفون بالمنعطف الخطير الذى تمر به أمريكا.
وتعتمد كل مِن باربرا والتر، و ستيفن ماركي على تعريف أكاديمى للنزاع المسلح الكبير، بإعتباره يتسبب في مقتل ما لايقل عن 1000 شخص سنوياً، أما النزاع المسلح الصغير، فهو الذى يتسبب في مقتل 25 شخصاً على الأقل سنوياً.
وبهذا التعريف فإن أمريكا -بحسب ماركي- تعيش بالفعل حرباً أهلية صغرى، حيث قام متطرفون -أغلبهم مِن اليمين- بقتل 54 شخصاً عام 2018م، و45 شخصاً عام 2019م.
ولا يعتقد كل مِن والتر، وماركي أن اليسار هو مَن سيبدأ الحرب الأهلية، ولكنه غالباً يُهيئ الظروف للتطرف اليمينى.
ولا يخفى أن اليمين المتطرف الأمريكى يخطط لحرب أهلية . فبعض الذين اقتحموا مبنى الكابيتول كانوا يرتدون قمصان سوداء مكتوب عليها MAKE AMERICA GREAT AGAIN - CIVIL WAR "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى – الحرب الأهلية"، وكذلك شارات لحركة أولاد بوجالو BOOGALOO BOYS MOVEMENT وهى حركة عنيفة، مهووسة بالمشاعر المناهضة للحكومة، واستقت اسمها مِن مزحة حول تكملة الحرب الأهلية، والبعض الآخر رفع علم الكونفدرالية.
وفي يناير 2024م طالب ترامب 25 ولاية يحكمها جمهوريون بدعم ولاية تكساس وحاكمها الجمهورى جريج أبوت GREG ABBOTT للحفاظ على الحدود مع المكسيك، وعدم الإنصياع للقوات الفيدرالية في موضوع الهجرة .
وقام أبوت وحكام ولايات جمهورية جنوبية بنشر قوات على حدود المكسيك، ما رفع القلق مِن حدوث نزاع أهلي.
وقال دونالد ترامب في مارس 2024م أمام أنصاره في أوهايو: "إذا لم نفز بهذه الإنتخابات فلا أعتقد أنه ستُجرى انتخابات أخرى في هذا البلد".
وقال: "سوف يكون هناك حمام دم في أمريكا".
ولا تقتصر المخاوف على تزوير الإنتخابات، أو اندلاع احتجاجات واسعة تخرج عن السيطرة، وتؤدى إلى تمرد الجيش على قرارات الرئيس بمواجهة المتظاهرين، بل هناك مَن يحذر مِن سيناريو استهداف أحد المرشحين بايدن، أو ترمب في التجمعات الإنتخابية، أو ترمب في المحكمة، ما يؤدى لرد فعل عنيف مِن المليشيات الداعمة لأحدهما.