نشرت الصحافة خبر زيارة وزير السياحة المصري إلى إيران لبحث سبل دعم التعاون السياحي بين البلدين نحن، وفي هذا الصدد نود أن نؤكد على الآتي:
1- الحكومة الحالية ليست حكومة منتخبة، ومن ثم فلا يجوز لها أن تقدم على خطوات استراتيجية كبرى مثل: فتح مجال السياحة للشيعة، لا سيما وأن إغلاق باب السياحة الدينية الشيعية أمر من ثوابت السياسية المصرية منذ أن أعادها صلاح الدين الأيوبي إلى قيادة العالم السنى مرة ثانية.
2- لو فرض أن هذه حكومة منتخبة، لما جاز لها الإقدام على أمر تعلم أنه يخالف توجه الغالبية العظمى من الشعب المصري، و قد وضح ذلك في زيارة الرئيس الإيراني.
3- زعم وزارة السياحة بأن غرضها هو فتح مجالات سياحية أخرى غير السياحة الدينية هو امتداد لحالة عدم الشفافية التي تنتهجها الحكومة الحالية، وإلا فهل يملك أن يعطي للزائر الإيراني تأشيرة لا تصلح إلا لدخول شرم الشيخ مثلا، أم أن تأشيرة الدخول للسائح تسمح له بالتنقل بحرية في أنحاء مصر، وهذا رئيسهم لم يحرص في زيارته إلا على هذه المساجد التي يدعون أنها تخص الشيعة.
4- تجاهل تحذيرات شيخ الأزهر بهذا الشأن فيه إضعاف للمشروع الإسلامي، لا سيما مع تزامن هذا مع محاولة الالتفاف على نص المادة الرابعة من الدستور المصري الجديد، والتي تنص على ضرورة أخذ رأي هيئة كبار العلماء في أمور الشريعة الإسلامية، والتي تمثل أحد دعامات الدولة الدستورية القانونية ذات المرجعية الإسلامية.
5- الفرق شاسع بين مرجعية أهل العلم عند أهل السنة: المأخوذة من قوله تعالى: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم"، والتي ضبطت بعدها بقوله: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول"؛ وبين ولاية الفقيه عند الشيعة القائمة على عصمة إمامهم الغائب، والتي ادعاها الخميني فيما بعد لفقهاء الزمان، مما يجعل كلامهم لا معقب عليه في أمور الدين والدنيا، وإنا لنعجب ممن ينبهر بالتجربة الإيرانية، ثم في الوقت ذاته يهدم المرجعية السنية المنضبطة بدعوى الفرار من مشابهة الشيعة.
6- كما أنه يدخل في أهل الذكر الذين يجب سؤالهم في هذه الجوانب المسئولين عن الأمن القومي، ومع هذا لم تسألهم الحكومة، ولم تلتفت إلى تحذيراتهم من فتح بلادنا للشيعة، مع علمنا بممارستهم أنشطة دعوية في بلادنا، وهذا مما يجعلهم أخطر من غيرهم في هذه الناحية، وعلى أيٍّ، فيجب على الدولة منع أي تهديد ثقافي للبلاد، ولو تحت مسمى السياحة أو غيرها من المسميات.
7- أن هذا الانفتاح على إيران يخالف البرنامج الانتخابي للرئيس مرسي (وبصفة أخص يخالف وعودا انتخابية هو أدرى بها) وقد التزم بأن التطبيع الثقافي مع الشيعة خط أحمر.
8- كنا نظن أن زيارة الرئيس المصري لإيران، وما تم فيها من تشويه متعمد لكلامه، وكتم الترضي عن الصحابة وعدم إذاعته مما يخالف كل الأعراف الدبلوماسية سوف يكشف للجميع مدى بغض الشيعة للصحابة رضى الله عنهم وعدم إطاقاتهم سماع الترضي عليهم إلا أننا فوجئنا بالعكس.
9- أن مصر تتمتع بوحدة صفها السني، وهذا حفظها من خطر الصراعات الطائفية مثلما يحدث في العراق ولبنان وغيرهما، وفتح باب المد الشيعي في مصر يهدد هذه الوحدة ويقوض السلام الاجتماعي.
10- من المستغرب أن يحدث هذا التواصل مع إيران ودماء إخواننا في سوريا تقطر من أيديهم، وكذلك ما يثيرونه من فتن وقلاقل في اليمن والسعودية والبحرين والعراق ولبنان وغيرها من البلدان العربية.
11- لا يمكن اعتبار ملف الشيعة من الملفات التي تحتمل مناورة سياسية عارضة مع دولة أو مع أخرى.
12- يناشد حزب النور جميع الدعاة الإسلاميين، لا سيما المؤثرين في توجهات حزب الحرية والعدالة أن يمارسوا دورهم في نصيحة حكومتهم، وتبصير شعبهم بالمخاطر العظيمة المترتبة على هذه المغامرة السياسية غير المحسوبة.