يعلن حزب النور عن رفضه القاطع للاقتراح الذي طَرَحَه الرئيس الأمريكي "ترامب" بشأن استقبال مصر والأردن -أو أي دولة أخرى- للإخوة الغزاويين، إلى أن يتم إعادة الإعمار -على حدِّ قوله-.
لقد صَرَّح "ترامب" بأنه أشد أصدقاء إسرائيل، ثم صَرَّح أن مساحة إسرائيل صغيرة وتحتاج إلى التوسعة، ثم هو بعد ذلك يريد منا أن نصدِّق أن باعث اقتراحه هو: الشفقة على أهل غزة!
والشعب الفلسطيني شعب قَدِّر له أن يعيشَ معظمه في المخيَّمات منذ أن أصدر "بلفور" وعده لليهود بإعطائهم وطنًا قوميًّا في فلسطين، ومَن ساعتها ومَن لا يملك يعطي مَن لا يستحق!
ووعد "ترامب" لا يخرج عن هذه السياسة الجائرة؛ فما زال مَن لا يملك يعطي مَن لا يستحق، و"مَن لا يملك يريد تهجير مَن يملك!".
وطالما أن الرئيس الأمريكي قد اختار أن يقدِّم لنا مخططه في قالب التعاطف مع أهالي غزة، فنحن نقدِّم له اقتراحاتٍ كثيرة، يمكن أن يعبِّر بها عن هذا التعاطف:
- 1- إعادة قرارات تجريم اعتداء المستوطنين اليهود على الفلسطينيين.
- 2- إعادة الحظر على بيع القنابل الثقيلة للكيان الصهيوني، بل وحظر بيع كل أنواع الأسلحة للكيان الصهيوني.
- 3- عدم استعمال حقِّ الفيتو أمام أي قرارات إدانة للكيان الصهيوني.
- 4- الالتزام بتكلفة إعادة إعمار غزة التي دُمِّرت بسلاح معظمه أمريكي الصنع.
- 5- إرسال خيام وبيوت مسبقة التجهيز وكرافانات لتتسع لجميع أهل غزة.
ومصر حكومة وشعبًا تعلم أنه لا يُطلَب النصر من الأعداء، ولا يطلب من الحية الترياق، ولا من مخططي التهجير أدوات منعه؛ ولذلك كان في أول ما أرسلته مصر بجانب الطعام والشراب تلك البيوت المجهزة.
ونحن ندعو كل الحكومات والشعوب الإسلامية، والهيئات الإغاثية، إلى سرعة تلبية احتياجات أهل غزة من الخيام والبيوت المسبقة التجهيز.
لقد انهمرت الردود السياسية وكأنها إعصار اقتلع تلك التصريحات، وأحرقها وبعثر رمادها، فلم يبقَ لها أثر، وما أجمل هذا لو تبعه سيلٌ من التبرعات بالخيام والبيوت المجهزة؛ بحيث يكون قد وصل لكلِّ أسرة غزاوية مأوى ملائم قبل أن ينتهي الرئيس الأمريكي من قراءة ردود الفعل السياسية على بياناته.
وهذا أقل ما يمكن فعله لكي نطبِّق قوله -تعالى-: (الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات: 10).
الشعب المصري يريد أن يقوم بواجب ضيافة إخوانه في غزة، لكنه يعلم أنهم في رباط لحماية غزة، وفي حمايتها حماية للضفة، وفي حمايتهما حماية للقدس والمسجد الأقصى؛ أولى القبلتين، وثالث المسجدين، ومسري رسولنا الكريم.
فليبقَ أهل غزة في رباطهم، ولتكن كل شعوبنا الإسلامية مِن ورائهم ترسل لهم احتياجاتهم؛ امتثالًا لقول نبيهم -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) (متفق عليه).
حفظ الله بلادنا ومقدساتنا، وردَّ كيد أعدائنا في نحورهم؛ إنه نعم المولى ونعم النصير.
حزب النور
الأحد 26 رجب 1446هـ
26 يناير 2025م