لقد دأب الكيان الصهيوني على ممارسة أعمال عنصرية عدوانية تجاه المسجد الأقصى ورواده من أهلينا المقدسيين، وكان آخرها منع المصلين من الوصول إلى المسجد المبارك والصلاة فيه فى هذا الشهر الفضيل وقد تم الاعتداء عليهم ومنعهم بالقوة من قبل جماعات يهودية متطرفة مدعومة بقوات أمنية غاشمة، وحقيقة الأمر أن مايحدث هو جزء من خطة معلومة ومعلنة هدفها تفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وتغيير معالمه تمهيدا لهدمه وإقامة هيكل سليمان مكانه إيذانا بإقامة دولة اسرائيل الكبرى، فهو إذن صراع عقائدى لاشك، تحركهم وتدفعهم عقيدتهم الفاسدة.
وفى نفس الوقت يحاولون جاهدين إستبعاد وتنحية عقيدتنا الحقة من ساحة المواجهة، وللأسف هناك من بنى جلدتنا من ساهم فى ذلك، ولكن ما يحدث الآن من أبناء القدس من بسالة المواجهة وقوة التحدى والإصرار على دخول المسجد والصلاة فيه وتقديم التضحيات وخذلان اليهود أمامهم لأكبر دليل على أن الاسلام حاضر بقوة فى نفوس المسلمين وأن جذوة الإيمان متوقدة فى قلوبهم ولن تنطفئ أو تخبو وستظل هى الدافعة والمحركة للأمة الإسلامية حتى يعود الحق لأصحابه ويسترد المسلمون مقدساتهم وأرضهم مهما طال الزمن وانتفش الباطل.
إن إنتصار يهود لا بقوتهم ولكن بضعفنا وانهزامنا نحن ، عندما تخلينا عن أسباب القوة وأولها قوة الإيمان ، وقد رأينا ماذا فعلت صيحة الله أكبر فى نفوس جنودنا البواسل فى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر ، فقد أوقدت جذوة الإيمان الموجودة فى قلوبهم وكانت كلمة الله أكبر أيقونة النصر كما نشاهد الآن فى ساحات المسجد الأقصى.
اللهم ثبت إخواننا فى القدس واحفظهم وانصرهم، وهيئ للأمة الإسلامية والعربية أسباب النصر على عدوهم.