افتتح المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور، الندوة الثقافية التي نظمها الحزب بدائرة كرموز تحت عنوان "دور الشباب في العمران" مؤكدًا على مفهوم شمولية العمران في الاسلام، وأن الشباب هم وقود وأمل المستقبل وهم الأكثر طموحًا وقدرة، وهم القوة المجتمعية الهائلة القادرة على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع.
وقال "بسيوني"، إن هناك مقومات لازمة لتحقيق العمران، والذي تقام عليها الدول وتبنى بها الحضارات الممتدة عبر المكان والزمان، مسترشدا بأفعال وتوجيهات النبي محمد صلى الله عليه وسلم حينما أراد تأسيس دولته في المدينة، حيث استعرض من خلالها أربع مقومات أساسية وهي:
1- حفظ الدين والحرص على قوة علاقة الأفراد في المجتمع برب الأرض والسموات، فهذا هو الضمان الحقيقي اللازم لمنع الفساد والإهمال في الأعمال مع ما في هذا المقوم من الفوز برضا الرحمن وتحصيل التوفيق المطلوب لنجاح العمران.
2- تحقيق الأمن والأمان في المجتمع والحرص على استقرار الأوطان، فالعمران لا يكون إلا باستقرار الاوطان، والخوف والفوضى لا تجلب إلا الدمار.
3- العمل على مراعاة الحالة الاقتصادية لأفراد المجتمع والحرص على التكافل المجتمعي بينهم وتقليل مساحة الطبقية بين الأفراد قدر الإمكان، وذلك بالمساهمة المجتمعية في رفع المعاناة والحرص على التميز العلمي والعملي الحرفي وتعليمه لغيرك ممن حولك مساهمة في دعم غيرك لتحقيق الاكتفاء الاقتصادي لنفسه وأسرته.
4- الحرص على صلة الأرحام وبناء الأسرة بناء قيميا وأخلاقيا فهي اللبنة الاولى في المجتمع النافع، وكذلك العمل على التواصل المجتمعي المثمر مع جميع مكونات المجتمع وطوائفه.
5- تحقيق الممانعة المجتمعية المستمرة اللازمة لمواجهة المكر المتتابع من أعداء الوطن والذي يسعون فيه لإختراق المجتمع العربي والإسلامي وصبغه بالصبغات الغربية الهادمة لتلك المقومات اللازمة للعمران
وأوضح رئيس عليا النور، ضرورة تفعيل مبدأ الإحسان في الحياة ومع كل طوائف المجتمع، فمفهوم الإحسان المجتمعي؛ ( هو الأداء للحقوق والواجبات في أعلى درجاتها، بدون النظر للمقابل المادي من الناس، إنما المقابل الحقيقي الذي يُسعى إليه يكون من الله وحده سبحانه وتعالى)، فالإحسان هو سبيل الإنسان لتحقيق العمران، مؤكدًا أن العمران المنشود يحتاج من الجميع إلى فهم لشمولية الإسلام وتحقيقها قولا وعملا وتأثيرا، وإلى صناعة القدوات الصالحة الملهمة في المجتمعات، ويحتاج إلى تجرد وتميز وصبر وإصرار واستمرار، ولا يكون العمران إلا على أيادي الصادقين الأخيار.