يتابع حزب النور من واقع مسئوليته السياسية بقلقٍ بالغ هذا التوترَ الناشبَ في العلاقات بين الشقيقتين الإسلاميتين؛ جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، بعد الأحداث الأخيرة التي تبعها استدعاء المملكة سفيرَها للتشاور، وغلق سفارتها وقنصلياتها في مصر..
وحزب النور إذ يؤكد على مناخ التعبير عن الرأي بحرية وبإستخدام الأساليب اللائقة وفي حدود السلمية ؛ فإنه في الوقت ذاته يؤكد على أن مصر والسعودية لا يسعهما إلا الترابط، ولا خيار لهما إلا الحرص على المحافظة على جسور الإخاء والتعاون والاحترام الذي يتسامى فوق الأزمات العابرة، والأحداث الطارئة، والتصرفات غير المسئولة؛ ففي العقيدة المشتركة، ورابطةِ العروبة، وأواصرِ الإخاء، وقواعدِ التعاون بين البلدين عربيًّا وعالميا، والهموم المشتركة، ما هو أكبر وأعظم من توترٍ عارِضٍ وحادثٍ عابر، لن يستفيد منه إلا عدو يتربص، أو حاقدٌ يُقلقه متانةُ العلاقة بين أكبر وأهم دولتين في المنطقة بأسرها.
ونحن نُثمن دائماً العلاقات المصرية السعودية شديدة التميز على مدار تاريخٍ حافلٍ بالتعاون المشترك الذي لم تغيره تجاذبات السياسة أو تقلبات الظروف، ونعلم أن هذا الرصيد الهائل من الإخاء سيتيح المجال فسيحًا للعمل معًا عبر القنوات الدبلوماسية، وجهودِ وزارة الخارجية المصرية؛ لبحث أي مشكلةٍ تتعلق بالجالية المصرية في المملكة العربية السعودية، تأسيسًا لمناخ يسوده الاحترام، ويحرص على حفظ كرامة المواطن المصري في الداخل والخارج، باعتبارها ركنًا أساسيًّا في منظورنا للعلاقات بين مصر وسائر دول العالم.
وسيكون هذا المسار الدبلوماسي متوازيا مع المسار القانوني الذي يفعِّل سيادةَ القانون في قضية المواطن المصري أحمد الجيزاوي، وتوكيل من يترافع عنه وعن غيره، ممن اتُّهم بمخالفة قوانين المملكة.
كلنا ثقة في أن القيادتين السعودية والمصرية ستضعان مصلحة الأمة العربية و الإسلامية فضلاً عن مصالح البلدين الشقيقين نصب عينيهما، ونوقن تمامًا أن هذه المصالح لا يمكن يومًا أن تتخالف أو تتعارض، والبلدان قادران على تجاوز هذه الأزمة الطارئة، ومواجهة التحديات التي تدعو دائمًا إلى زيادة التلاحم والتكاتف بين كل الدول العربية.
ويهيب حزب النور بوسائل الإعلام المختلفة أن تتحلى بروح المسئولية، والبحث عن الحق، بعيدًا عن الإثارة المفتعلة، أو التناول الذي يتخذ النعرات والعصبيات سبيلًا لتوسيع الهوة بين البلدين الكبيرين؛ حتى نصل جميعًا إلى ما فيه خير ومصلحة الجميع