إن ماحدث اليوم أثناء صلاة الجمعة بمسجد الروضة بشمال سيناء لجريمة بشعة نكراء، يعجز اللسان عن وصفها، والعقل عن استيعابها، فقد تم استهداف أناس آمنين ، وهم يؤدون شعيرة من أعظم شعائر الإسلام في بيت من بيوت الله تعالى فيقع العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح
إنها جريمة تدل على خسة ونذالة من ارتكبها، كما تدل على مدى الانحراف الفكري والسلوكي والأخلاقي الذي وصل إليه هؤلاء القتلة، وكذلك مدى قسوة قلوبهم وعمى بصائرهم ، وظلام عقولهم وضلال منهجهم
لقد بات واضحاً جلياً أن هذه الفئة الضالة تستهدف المصريين جميعاً لا تفرق بين عسكري ومدني أو مسلم ومسيحي أو مسجد وكنيسة، إنها تستهدف الوطن بأسره لتهدمه على من فيه.
إنهم مفسدون في الأرض، يروعون الآمنين، ويستبيحون المحرمات، ويسفكون الدماء المعصومة، إنهم أداة يستخدمها الأعداء لإشاعة الفوضى ونشر الفتنة وهدم الأوطان، وتشويه صورة الإسلام الذي هو منهم ومن أفكارهم وأفعالهم براء
إن الأمر جلل وخطير، بالأمس القريب يستهدفون شاحنات مدنية فيقتلون من فيها ثم يشعلون فيها النيران، واليوم يستهدفون مسجداً وقبل ذلك رأيناهم يستهدفون الكنائس، هذا غير الهجمات المتكررة التي تستهدف أبناءنا بالجيش والشرطة
إن هذا الإرهاب الأسود يستدعي أن يتحمل الجميع المسئولية، والأخذ بأسباب الوحدة والاصطفاف، والحذر من عوامل الفرقة التي تؤدي إلى شق الصف الوطني
إن هذا الخطر لا يمكن مواجهته إلا بمجتمع قوى متماسك متراص بحيث تكون المواجهة شاملة لا تقتصر على المواجهة الأمنية فحسب بل مواجهة فكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية حتى نسد جميع الثغرات ونفوت الفرصة على من يكيدون بمصرنا العزيزة
نسأل الله أن يرحم من مات وأن يتقبلهم في الشهداء، وأن يشفي جراح المصابين وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان
اللهم احفظ مصر من كيد الكائدين واجعلها آمنة مستقرة يارب العالمين