الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد تابع "حزب النور" بقلقٍ بالغٍ قرار الرئيس التركي بإرسال قوات تركية إلى ليبيا، والذي أيَّده البرلمان التركي.
ويرى حزب النور: أن الأزمة الليبية لا يمكن حلها إلا بتقديم المصلحة الليبية الشاملة على المصالح الجزئية أو الطائفية أو الشخصية في ظل عددٍ مِن الثوابت.
مِن أهمها:
- الاتفاق على وحدة ليبيا، ووحدة جميع البلاد العربية والإسلامية، وعدم التورط في إعادة تجزيئ المجزَّأ، وتقطيع المقطع، وكفانا ما فعله الأعداء بنا عبر التاريخ.
- الاتفاق على عدم إيواء الإرهاب أيًّا ما كان الجهة التي يوجّه لها إرهابه؛ لا سيما هؤلاء الذين لا يتورعون عن إراقة الدماء، فلا يراعون حرمة لمسلم، ولا عهدًا لغير المسلم، ويشوِّهون صورة الإسلام.
ويرى حزب النور:
- أن جميع الدول العربية والإسلامية مدعوة لبذل جهودها في إتمام المصالحة الليبية الشاملة.
- وأن دول الجوار الليبي هي الأَوْلى مِن غيرها؛ سواء في منع الجماعات الإرهابية من اتخاذ الأراضي الليبية مسرحًا لجرائمها، أو في الضغط على جميع الأطراف الليبية لتحقيق المصالحة الشاملة.
- وأن جامعة الدول العربية يجب أن يكون لها الدور الرئيسي في هذا الأمر؛ لا سيما إذا تطرق الأمر إلى إرسال قوات غير ليبية إلى ليبيا؛ ليكون أبعد عن الحسابات الضيقة التي يمكن أن تنطلق منها أي دولة تنفرد باتخاذ قرارٍ خطيرٍ كهذا.
وحيث إن القرار التركي يُخلُّ بكل هذه الأمور التي مِن المفترض أن تكون بديهية؛ فإن حزب النور يطالب بتحرك عربي موحَّد يبذل كل الجهود لتحقيق المصالح الليبية.
ولا شك أن هذا القرار لا ينفصل عن "قمة كوالالمبور"، والتي حاولت إيجاد كيان بديل لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وكأن الغرض منه كان قطع الطريق على العرب مسبقًا للجوء إلى منظمة المؤتمر الإسلامي!
فلا بد من تفعيل دور هذه المنظمة، والدفاع عن إرساء قاعدة التعاون الإسلامي بدلًا من هذه القرارات الفردية لبعض الدول، والتي تمثِّل انتهازية سياسية، ومتاجرة بمعاناة الشعوب العربية والإسلامية بدلًا مِن المساهمة الفعَّالة في علاجها.
الأحد 10 جمادى الأولى 1441 هـ
5 يناير 2020م